الأربعاء، 16 يونيو 2010

أمل وحيرة

عندما شعرت بإرهاق ذهني وبدني من ضغط الحياة ، شعرت بإنني قد خارت قوايا وبأنني لست قادر على فعل أى شىء بعد اليوم .
تضافرت أخطائي ، توترت أعصابي ، رأيت أوراقى متناثرة في هواء ملتهب ، وأنا بينها يكاد يغمي علي من شدة الإرهاق .
فأرشدت للجلوس ، ومسحت علي وجهي بماء بارد ، نظمت أنفاسي ، استرخيت ، قررت الجلوس علي شاطىء أرتشف فنجال القهوة المفضل لدي وأنا جالس على مقهي أرضها مزروعه بالخضرا ، تطل علي أحد ضفتى قناة السويس بمياهها الزرقاء الخضراء الصافيه وبها أسماك صغيرة تقفز فرحه برشقاتها بين الموجات الناتجة عن مرور البواخر الشاهقة التي تمر من أسفل كوبري السلام العريق ، وكل هذاوقت الغروب والسماء صافيه والشمس تلوح لنا جميعا بألوانها المبدعة معلنه عن الرحيل المؤقت لتترك المجال إلي القمر يعرض مسرحيتة ، وطاولتى تحت شجرة وارفه الأغصان الناضرة .
في تلك اللحظات شعرت بإنني أحتاج إلي ورقة وقلم وموهبة لرسم جمال ما أري ، مع سماع بعض تترات الموسيقي الهادئة المناسبة للموقف ، ولا يزعجني أحد ولا يخرجني من تلك اللحظه سوى رغبتي في العودة إلى منزلي .
شعرت بإنني في لوحة رائعة وكأنني أغادر الأرض ، فجآئني شيطانى ليعكر صفو وجمال لحظاتي ويذكرني بمن نساني ومن هجرني ومن حاول قتلي يوما منا ، فجلس بجانبي عندما شعر بحاجتي فى للحديث ، فوجد كلماتي صامتة ، نظراتي متأثرة بجمال الطبيعة حركاتي تدعوا للرشاقة وإرتسام السعادة ، فلم يجد له مكانا فأرتحل ، وجآئني ملاكي فسمعني ، اتحدث عن أجمل ما يمكن وصفة في بني البشر ، فلمح جمالها بين جفوني ، فدار بيننا حوار :-
إنك لم تراها من قبل ؟!
نعم ، ولكنني منحت نعمة الشعور والإحساس ، فشعرت بوجودها ولمحت ضياء جمالها رغم بعدها ، وتذكيت برائحتها العطرة فأحسست بوجودها .
هل تعرفها ؟ هل رأيتها ؟ هل تعرف مكانها ؟
لا لا أعرفها ، لا لم أراها ، ولن أعرف عنوانها ، وكل ما يهمني هو وجودها علي كوكبي وهذا ما أحتاجه لأخوص رحله البحث عنها حتي وإن مرت بقدمي على كافه تراب الأرض .
هل تستطع وصفها لي ؟
تفرق عن غيرها ، فهي فكر إبداع ، جمال هدوء راحه ، يقين رونق ، فراشة هائمة بالنور ، طفله مهوسة بالطلاقة واللعب والمرح ، حكيم في تصرفاتها وقت إزدهارة ، مستمعه جيدة ، تجعلني أفوق حدود اللاحدود ، ونهاية اللانهاية ، وراحة جنة الخلد عندما تنظر إليها ، فهذا وصفي لها من قبل رؤيتي لها .
لم كل هذا ؟
أشتقت لمن يشعرني وجودة الإستقرار ، أشتقت لمن يمحي وجودة كلمة حزن من قاموسي ، أشتقت لها ، أشتقت أن أسمتع لها في وقت غضبها فيملكني شعور تارة بالسرحان بجمال ملامح وجهها الغاضب كالطفلة ، وتارة بالإبتسام وأمسح بيدي على رأسها وأضمها إلي صدري وأرسم علي وجهها السعادة والفرح .
أشتقت لمن تعني لى الدنيا بأثرها، ومن يعني وجودي لها ملك العالم بأثرة .
أشتقت أن يقترن وقت سعادتنا ووقت حزننا معا ، أشتقت لمن ئاشتاق إليها ، أريد شعور بأنني أشتاق لشخص بعد تركها بلحظات ، أشتقت لمن أريد أن يكون كل يوم لى معه يوما جديد .
أشتاق أن تري عيناى ملامحها في جميع مواقف الحياة المختلفة ، أريد أن أعيش معها وبها .
فدمعت عيني ، وأعتذرت له علي إنفعالى فأنا عاجز عن الهدوء لأنني عاجز على وصفها وأن أوفيها حقها ، فحرك رأسه إيماءا للفهم وربط علي يدي وأعتذر ورحل ، .
وفقت لأجد القمر قد عرض لحظاتة الجميلة ، وقيل بأنها بسبب حبي الصادق الذي شعر به ، فنظرت للساعه فوجدت الوقت قد تأخر فتركت مبلغ تحت مانديل طاولتي وقمت وأستنشقت هواء نقي بعمق وأخرجت زفير ووضعت سماعات جهازى بأذني لأكمل سماع موسيقتي المفضلة ووضعت يدي بجيوب بنطالى ومشيت حتي وصلت منزلي فيوضئت وصليت ونمت سرحا بها ، ولكن يبقى سؤالي
هــــــــــــــــــل سأجـــــــــــــــــــــــدها فعــــــــــــــــــــــــــــــــلا ؟