الجمعة، 22 مايو 2009

من أنا ؟!

من أنا؟
الكاتب / رشاد محسن كامل المرسي
ليسأل كل منا نفسه... من أنا؟!
قد تضحك أخي القارئ من هذا السؤال!
ولكنه سؤال سهل الطرح... لكن تصعب الإجابة عليه لمن لا يعرف نفسه!
قد تجيب علي بأنني أعرف من أنا، فإن اسمي كذا وكذا... وعمري كذا وكذا... وأعمل بمؤسسة/ وزارة/ شركة كذا وكذا... بوظيفة كذا وكذا.
أخي... ليس هذا ما قصدته، بل ما عنيته من السؤال هو ما قِيَمِكْ... مبادئك... رؤيتك... رسالتك في الحياة... أهدافك؟
من أنت من الداخل.. وليس الخارج... لا تهمني ملابسك الجميلة ... ولا سيارتك الفارهة!
فكما قال الرسول صلوات الله وسلامه عليه: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم، ولكن ينظر إلى .... أتعرف ماذا؟
من أنت؟ نعم من أنت... فالله سبحانه وتعالى قد طلب منا التعرف على أنفسنا وقدراتنا وإمكاناتنا... ألم يقل سبحانه وتعالى: وفي أنفسكم أفلا تبصرون... وفي أنفسكم أفلا تعقلون... وفي أنفسكم أفلا تفكرون... فالله سبحانه وتعالى طلب منا التفكر والنظر ومعرفة كينونة قدراتنا وإمكاناتنا، واستغلالها الاستغلال الأمثل، ولكن.... كيف لنا أن نستغلها ونحن لا نعلم بها من الأصل؟
نعم كثير منا لا يعلم من هو وللأسف، فلم يعلموننا ذلك في المدارس.. وقليل من اكتشف من هو، ولذلك تراه سعيد بالعيش حسبما تقتضيه معرفته بقدراته وإمكاناته.
يا من تقرأ حواري هذا، هل تعرف قِيَمِكْ؟
أقصد هل تعرف لماذا يوجد لديك أمور تحبها أو تكرهها؟
أمور لها قيمة ومعنى لديك، وأخرى لا تهمك؟
هل تستند على مبادئ وقيم عندما تؤدي أعمالك؟
أم هل تتقاضى عن كثير منها، وقد يكون ذلك دون علمك، لعدم معرفتك بها من الأصل؟
القوي في هذه الحياة من تكون له قيم ومبادئ يعمل من أجلها.
القوي في هذه الحياة من تكون له رؤية واضحة المعالم.
القوي في هذه الحياة من تكون له رسالة تنير دربه وتثير حماسه.
فهل لديك قيم ومبادئ تستند عليها؟
لا تجب بنعم لمجرد أنك تعتقد بأنه لديك قيم ومبادئ!
ما أعنيه هو هل قِيَمِكْ تحدد وتُسَيِرْ حياتك؟
وهل لديك رؤية معلومة، بل ومكتوبة، وتقرأها لكي تعرف وجهتك؟
وهل لديك رسالة أم غاية مكتوبة، وبناءَ عليها تكتب أهدافك؟
وهل أهدافك موجهه تجاه غاياتك العظمى؟
أم أنك تسير حسبما تمليه عليك الظروف؟
تساؤلات وتساؤلات كثيرة أرغب بطرحها عليك... ولكن لا أرغب بالإطالة... ما أعنيه من كتابتي لهذا الموضوع هو أن تجد وتجتهد لمعرفة من أنت... وتعمل جاهداً لتحقيق غاياتك الكبرى... أتعلم لم أطلب منك ذلك؟!!
فقط لكي تعيش حياة ملؤها السعادة والرضا، بدلاً من الحياة التي يعيشها كثير من البشر والتي ملؤها الكآبة والضنك والمشقة...
يا من تقرأ هذه السطور أنت من بعد الله – سبحانه وتعالى - من يعمل على تحريك دفة قيادة حياته إما إلى بر الأمان والسعادة، أو إلى..........، لا أرغب بملئ الفراغ، لأنني لا أرغب بأن تكون حياتك تتوجه نحو تلك الناحية.
أتمنى أن تجلس مع نفسك وتصارحها بالورقة والقلم، ما تحب، ما تكره، ما الذي له قيمه لديك؟ ولم؟
وما الذي تكرهه؟ ولم؟
وما قيمك؟
وما مبادئك؟
وما رؤيتك في الحياة؟
وما رسالتك في الحياة؟
وما أهدافك؟ وهل هي مكتوبة؟ أم هي مثل القلاع الترابية تمحى متى ما أتت عليها موجات البحر؟
أَعَرَفْتَ أن الإجابة على السؤال.. من أنا؟! ليست سهلة كما كنت تظن!
وإلى لقاء قريب يجمعني بكم على محبته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


RMK
بيحب كل إنسان فى العالم

هناك 7 تعليقات:

  1. تدوينة رائعة جدااا جدااا عجبتني قوي و مخمخت في نافوخي

    و بداية تدوينة رائعة جدااا

    بانتظار ابداعاتك القادمة

    ردحذف
  2. فعلا فإذا لم تزد فى الدنيا شيئا فانت زائد عليها
    واذا لم تكن انت فمن تكون


    toto baby smile

    ردحذف
  3. سوال جميل كنت اتسال عما اذا كان الكاتب استطاع الاجابه عليه
    علي العموم السؤال دا بساله لنفسي من سنين واتمني اني اكون توصلت لبعض الاجابه الصحيحه طبعا دي مش تقيم ذاتي بس لاني مزجتها برئي الاخرين فيا شكرا علي لفت الانظار لموضوع مهم زي دا
    مع تمنيتي بالتوفيق والاجابه علي باقي الاسئله ماذا تريد وماذا تفعل لتحقيق ما تريد؟
    اخوك السيد حماد

    ردحذف
  4. موضوع جميل وانا على فكرة بحاول اجاوب على الاساله دى عن نفسى

    ردحذف
  5. والله كل يوم بتعلم منك حاجه جديده

    يا سيدى جزاك الله خيرا

    ردحذف
  6. انا بسال نفسي كل يوم السؤال ده عشان اكتشف حاجه جديدة ف نفسي

    بس الموضوع جميل اوى ومؤثر

    سلمت يداك

    *ندى*

    ردحذف
  7. يارب توصلى لنفسك وتكونى من أسعد الناس

    ردحذف